إنَّ ديننا الإسلاميَّ لم يحجر على العقول , أو يُهملها , بل رفع من شأنها , وأعلى من قدرها , وجعلها مناط التكليف , وفرَّق بين الذين يعقلون , والذين لا يعقلون ، والعقلُ له منزلةٌ في الإسلام لا تُنكر, ومجالاته فيه كثيرةٌ , وجديرة بأن تُذكر ، فقد حكي عن سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى أنه قال : أول الأُنس من العبد : أن تأنس النفس والجوارح : بالعقل ( يشبه بلوغ سن التمييز أو التكليف أو الرشد ) ويأنس العقل والنفس بعلم الشرع ، ( بعد استقرار الإيمان وانتشار أنواره في القلب والنفس والبدن، وسكون الجوارح ) ، ( أي الأدب قبل العلم ، وكما قال الصحابة : تعلَّمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا ) ، ويأنس العقل والنفس والجوارح بالعمل لله خالصا ( درجة المخلصين وفقنا الله لها ) ، فيأنس العبد لله أي يسكن إليه ( فلا تقلقه الحوادث ، بل يُرجع الأمور إلى الله تعالى ، ويَرجع في كل حال بقلبه وقالبه إلى الله تعالى وإلى أمره ) . المؤلف .. |